الجزائر تفاحة بداخلها قرحة
كتب مصطفى منيغ
المقدمة الصغرى 1
المتحدث عن الجزائرواجب عليه التوفر على شروط قد يتجاوزها حتى التعداد الخاص التالي :
عاشرا : أنيكون مدركا عمق الخطورة المقبل عليها في هذا الظرف بالذات والبلدين المجاورين ) رغما عن أنفهما بحكم الطبيعة ، و المسح "الفتغرافي" من الفضاء لا يترك أدنى شك أن " السعيدية " امتداد ل: " بور سعيد " ، وهذا الأخير خلفية لا يحدها إلا حكم البشر ل: "السعيدية"،دون الدخول في تفاصيل أخرى ، انطلاقا من " عين الصفرا" ، إلى " بني ونيف " ،إلى " زوج بغال" ، فأصحاب الأراضي المعنية لا يخفيهم سر ما أقصد ) على غير وفاق ... خاصةإن كان المتحدث ، كما سأفعل ، ينطلق من الحياد الإيجابي ، الذي لا تسوقه العاطفةالجوفاء لتفضيل هذا الجانب على ذاك إلا مدافعا عن الحق ، متمسكا بإنصاف كل الزوايا، وإن كانت إحداها سياسية بالطبع.
تاسعا : أن يكون دارسا لتاريخ الجزائر قبلوبعد الاستقلال . واهم من يذهب إلى فقدان هذا الكيان الضخم والمهم في إفريقياوالعالم، مكنزمات التاريخ واستمرارية تعامله مع الأحداث بنفس الحماس والجدية ،ونزولا لضوابطه المقاس عليها تخصصه في مجال تحركات الحياة البشرية إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها ، لتشعب الوقائع وعدم وضوح رؤاها وحصر معلوماتهاالصحيحة بين أطراف قلة لأسباب قد نصل لمعالجة جوانب منها قدر المستطاع .. واهم ،لأن الشعب الجزائري لــــــــميفقد ولن يفقد مقومات تشبثه بما يلج في خصوصياته الفريدة مننوعها من حيث العقلية المتوارثة جيلا بعد جيل ، ونكهة اللغة المخاطب بها ( عربيةعامية أو فصحى كانت ، أم قبائلية) بخاصية لا تتكرر إلا في الجزائر طولا وعرضا ،وتلك الهوية التي أراد الاستعمار الفرنسي على امتداد قرن ونيف طمسها ولم يجد إلىذالك سبيلا . وقبل الفرنسيين حاول الأتراك ، فلم يتركوا غير ألقاب وأسماء أعظمهاتبدد من تلقاء نفسها ، وأخرى ، وإن عثرت على موقع قدم فقد اكتفت برسم للذكرى لا أقلولا أكثر
. ثامنا : أن يكون مختلطا بصيغة المستقبل مع المجتمع الجزائري شمالاوجنوبا وشرقا وغربا ، مؤهلا لذلك انطلاقا من " كان " بصيغة الماضي ، ما دامتالمسافة بين الصيغتين تتواصل بمتابعة يومية يغوص الفكر أثناءها مع ما يجري على أرضالواقع لإنتاج إجابات على أسئلة ثلاث : لما ؟ ، ومتى ؟ ، وكيف ؟ . " ورقلة " ، ك: " وهران " ، ك:"تلمسان"، مدن جزائرية حقا ، لكن لكل منهن ، كعشرات المدن الأخرىالمزروعة على خريطة الجزائر ، اعتزاز يفسر بتشبث جميعهن بما يضفي على أي واحدة منهنجمالية موقف ، أو عبقرية إضافة معلمة صارعت الزمن لجدارة ما ترمز إليه ، فظلت شاغلةحيزا في ثقافة شعبية داخل محيط نظيف من شوائب التقليد الأعمى المستورد من بلا د لاتعترف بالأصالة المحلية ولا تحترم البداية .
سابعا : أن يكون على توافق أكيد معضميره ما دامت كتابة مبنية على أسس علمية تخص ركنا من أركان يحيا الإنسان معهامستكشفا عالمه الخاص به للدفاع عن ترسخه كأمانة حمَّلَهٌ إيَّاهَا (عند النضج) السلف الصالحمدونة في وثيقة لا يحصرها زمان ولا يضبطها تيار سياسي دون آخر ، منطلقة عبرالهواء المستنشق و الشعور بالكرامة كأهم احتياطي مصان داخل وجدان تربى صاحبه علىقناعة أن الأمس كاليوم كالغد لا يساوي الفرد الجزائري فيه أية قيمة إن فرط فياختيار توجهت الجزائر بما فيها وما عليها بتعاقب العصور والأحقاب لتضع نفسها فيقالبه مهما طغت الحضارة المستوردة لقوة مصدرها وإشعاع انجازاتها العلمية الباهرة ،تبقى " العمامة" الجزائرية المشهود لرونقها ، وذاك "السلهام/الرنوص" الذي زاد الأمير عبدالقادر الجزائري البطل هيبة على هيبة وهو يرتديه مندفعا يخاطب ( الند للند) أعتاقوة استعمارية آنذاك (فرنسا ) أن للرجال الشرفاء الأحرار في الجزائر هدف أسمى إماالمجد أو اللحد. (يتبع)