alamal-ma
صفحات العدد الجديد  
  Contact
  الخطاب الجامع للحطب
  الصفحة 13
  للصمود رجال الصفحة 27
  الصفحة 3
  الصفحة 32
  الصفحة 11
  الصفحة 6
الصفحة 3
الحقيقة واحدة لا تتجزأ
بقلم مصطفى منيغ
وللصمود مذاق لا يستصاغ لضعاف الإرادة ، إنما هو احتمال يتحدى الأحلام الوردية ، لا يقاس بقطرات العرق ولا الدموع ، ولا بما ينبعث مع الآهات الدفينة من تيار الغضب . لا يملكه مفتول العض
، ولا نحيف الجسم ، فهو مع الروح ممزوج ، ينبعث كالنور ، كالمؤمن الصادق الإيمان النظيف القلب والعقل ، خذوا هذا التعريف على بساطته ولا تسيسوه على هواكم ، ولا ترقعوا حروف كلماته بأكثر من لون .. فالحقيقة واحدة ، لا تتغير مهما هاجمتها الأصباغ والمساحيق من كل حدب وصوب ، لقد ألف البعض التفلسف في المقاهي بتجرع المعاصي ما دام الحديث عن الغير أصبح هواية يتفنن فيها من لم يكتو بعد بالنضج الفكري الكفيل بإزاحة الستائر المنسوجة بنتاج العناكب ، وما دام الفراغ بحر يسبح فيه ، من لم يذق بعد آفة الغرق . وعجبا لمن يترك وجهه في مكان ويتعالى على القوم بقناع أجمل ما فيه الخبث وأسوأ ما فيه " نفاق مسخرة الدنيا " ، عجبا لمن يقضي ليله مبتسما للشياطين ويومه متجهما حيال مخلوقات لم تقترف من الجرائم أكثر من بحثها عن " لقمة " طيبة تتابع بها سنة الحياة ، عجبا لمن يربح في لحظة ما يدخله جهنم ويقضي العمر كله غير عابئ بطلبات المحرومين واستغاثة المظلومين. الصامد في الوسط ، إنسان تجمعت فيه كل القيم النبيلة ، ينتصل الأشواك ، ويتدثر بسمائل لا يحسد عليها ، ومع ذلك لا يخشى في الحق لومة لائم .. مع الأيام يرحل إلى ما تجلبه راحة الضمير من سعادة ، مهما امتلأت أمعاؤه بالخبز المجفف وسائل الشاي المطبوخ على نار الفاقة. يقولون ، ويتوعدون ، ويتعنترون … وهو صامد .. صامد كالجبل، لا تأخذ منه الصرصار، ولا الغبراء، ولا زوابع الأرض كلها. ومن أراد أن يجرب لن يجد نفسه وحيدا بل مثله الآلاف ، إذ لا زال على الأرض عقلاء يخشون الله ويحبونه ويتقربون إليه بجليل الأعمال وجميل الأفعال ، نسأله سبحانه وتعالى المغفرة والرضوان والصحة والاطمئنان.

 
 
   
 
   
Aujourd'hui sont déjà 6 visitantes (9 clics a subpáginas) Ici!
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement